وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: حدثني علي ، قال: ثنا أبو صالح ، قال: ثني معاوية ، عن علي ، عن [ ص: 447] ابن عباس ، قوله: ( عليهم نار مؤصدة) قال: مطبقة. حدثني محمد بن سعد ، قال: ثني أبي ، قال: ثني عمي ، قال: ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، ( عليهم نار مؤصدة) قال: مطبقة. حدثنا بشر ، قال: ثنا يزيد ، قال: ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله: ( عليهم نار مؤصدة) أي ؛ مطبقة ، أطبقها الله عليهم ، فلا ضوء فيها ولا فرج ، ولا خروج منها آخر الأبد. حدثت عن الحسين ، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد ، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( مؤصدة): مغلقة عليهم. آخر تفسير سورة لا أقسم بهذا البلد.
ذكر عن الحسن البصري أنه كان يقرأ ذلك: " لينبذان في الحطمة " يعني: هذا الهمزة اللمزة وماله ، فثناه لذلك. [ ص: 599] وقوله: ( وما أدراك ما الحطمة) يقول: وأي شيء أشعرك يا محمد ما الحطمة ، ثم أخبره عنها ما هي ، فقال جل ثناؤه: هي ( نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة) يقول: التي يطلع ألمها ووهجها القلوب; والاطلاع والبلوغ قد يكونان بمعنى حكي عن العرب سماعا: متى طلعت أرضنا; وطلعت أرضي: بلغت. وقوله: ( إنها عليهم مؤصدة) يقول تعالى ذكره: إن الحطمة التي وصفت صفتها عليهم ، يعني: على هؤلاء الهمازين اللمازين ( مؤصدة): يعني: مطبقة; وهي تهمز ولا تهمز; وقد قرئتا جميعا. حدثنا أبو كريب ، قال: ثنا طلق ، عن ابن ظهير ، عن السدي ، عن أبي مالك ، عن ابن عباس في ( مؤصدة): قال: مطبقة. حدثني عبيد بن أسباط ، قال: ثني أبي ، عن فضيل بن مرزوق ، عن عطية ، في قوله: ( إنها عليهم مؤصدة) قال: مطبقة. حدثنا ابن حميد ، قال: ثنا يعقوب ، عن جعفر ، عن سعيد ، قال: في النار رجل في شعب من شعابها ينادي مقدار ألف عام: يا حنان يا حنان ، فيقول رب العزة لجبريل: أخرج عبدي من النار ، فيأتيها فيجدها مطبقة ، فيرجع فيقول: يا رب ( إنها عليهم مؤصدة) فيقول: يا جبريل فكها ، وأخرج عبدي من النار ، فيفكها ، ويخرج مثل الخيال ، فيطرح على ساحل الجنة حتى ينبت الله له شعرا ولحما ودما.