– قد يعجبك قراءة الموضوع الشيق: من أشهر المناظرات الأدبية: بديع الزمان يتحدى الخوارزمي بكل ما أوتي من حيلة ودهاء لغوي مراجع: – تاريخ الأدب العربي ( حنا الفاخوري). – المقامة ( شوقي ضيف).
وفي ذلك يقول العالم المؤرخ القلقشندي: ' إن أول من فتح باب عمل المقامات علّامة الدهر ، وإمام الأدب البديع الهمذاني '. خصائص المقامة تمتاز المقامة وتعرف بخصائص شكلية نوردها كالتالي: – المقامة حديث قصير مسجع الأسلوب يلقي به أديب شحاذ متجول ، يخاطب به الجماهير المتحلقة حوله ، موضوع هذا الحديث يتنوع بين النقد الأدبي ، أو الموعظة الأخلاقية ، يتخذه صاحبه وسيلة للكدية ( التسول) ، واستجداء جيوب مستمعيه ، ويبرع هذا الرجل في شتى أساليب الحيل والخداع للوصول إلى مبتغاه. – للمقامة بطل وهمي يدعى أبو الفتح الإسكندري ، وراوية وهمي أيضا يدعى عيسى بن هشام. والسبب الحقيقي في تأليف بديع الزمان لهذه الكنوز هو تلقين تلامذته لفنون اللغة العربية وآدابها ، فأراد أن يبتكر لهم أسلوبا غريبا بديعا يتخذ موضوعات وقصص مشوقة ، تحبب لهم الدراسة ، وتجعلهم يعيشون حلاوة وسحر البيان ، وبالمقابل وجد فيها بديع الزمان متعة ومتنفسا يفجّر فيه إبداعه وعبقريته اللغوية ، فكان من زعماء حركة البديع والتصنع بامتياز. وفي ذلك يقول الدكتور شوقي ضيف: ' …. فكل الذي قصده أن يضع تحت أعين تلاميذه مجاميع من أساليب اللغة العربية المنمقة ، كي يقتدروا على صناعتها ، وحتى يتيح لهم أن يتفوقوا في كتاباتهم الأدبية.
أحبتنا زوار موقع أنا البحر الأكارم. موضوعنا اليوم سأتناول فيه شخصية أعشق تاريخها ، أدبها ، تميزها ، بيانها …عبقري في صنعة الأدب واللغة ، بديع في عصره وزمانه حقا ، جاء بفن سحر الألباب ، وجعلني – شخصيا – أذوب في عشق لغة الضاد بسببه ، إنه صاحب المقامات بديع الزمان الهمذاني. تعريف بديع الزمان الهمذاني هو أبو الفضل أحمد بن الحسين ولد في مدينة همذان ، وهي مدينة جبلية في إيران سنة 969 م ، لكنه من أصول عربية وذلك مثبت في رسائله. لُقّلب ببديع الزمان لنبوغه في الأدب واللغة العربية ، إضافة إلى أنه كان سريع البديهة ومتّقد الذكاء ، وكانت له مقدرة عالية جدا في الحفظ. وقد وصفه من عاصره من الأدباء بقوله: ' كان الهمذاني مقبول الصورة ، خفيف الروح حسن العشرة ، عظيم الخلق شريف النفس. وكان طموحا تواقا إلى المجد مغترا بعبقريته ، ولكنه كان شخصية فذة في أدبنا العربي لدرجة أن لقّبه معاصروه ببديع الزمان '. وقال عنه أبو الحسن البيهقي: ' كان بديع الزمان يحفظ خمسين بيتا بسماع واحد ، ويؤديها من أولها إلى آخرها ، وينظر في كتاب نظرا خفيفا ويحفظ أوراقا ويؤديها من أولها إلى آخرها '. تعهد أبوه بتعليمه وتربيته ، فتلقى العلم من كبار علماء بلدته ، فانعكف على الدراسة ونشد سبل النجاح والتميز ، فأحب الأدب ، وعشق لغة الضاد ، فوهبته أسرارها ، ومنحته سحر مكنوناتها ، وتذكرني همة بديع الزمان بالأديب الكبير الجاحظ الذي عاش ومات وسط الكتب.