فإنكم إذا قلتم أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. أصابَ كل عبد في السَّماء أو بين السَّماء والأرض. أشهد أن لا إلهَ إلاَّ الله وأشهد أنَّ محمَّدًا عبدُه ورسوله، ثمَّ يتخيَّر من الدُّعاء أعجبَه إليْه فيدعوه». وعلى ذلك فنرى أن تلك الرواية كذب وملفقة. وينبغي على كل مسلم عاقل أن يبتعد عن تلك الأحاديث الملفقة، والبدع التي لا سبيل لها من الصحة. وقد ذكرنا فقط تلك القصة على سبيل التوضيح، والتحذير. فعن أبي هريرة قال رسول الله عليه وسلم (كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع). كذلك روي عن عمر بن الخطاب ابن مسعود رضي الله عنهما: (بحسب المرء من الكذب أن يحدث بكل ما سمع). ومعنى ذلك أن الشخص إذا تكلم بكل ما سمع فيناله الحظ الوافر من الكذب. الصيغ الأربعة للتحيات لله والصلوات والطيبات للتشهد صيغ أربعة كلها جائزه والتشهد عند رأي الجمهور سنة، لكن الإمام احمد أقر بوجوبه. صيغة التشهد عند ابن مسعود: (التحيات لله، والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته. السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم.
والسَّلامُ اسمٌ مِن أسماءِ اللهِ تعالى، دَالٌّ على سَلامتِه مِن كلِّ نقصٍ وعَيبٍ. ثُمَّ علَّمَهم صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما يَقولونَه في التَّشهُّدِ، فقال: «التَّحيَّاتُ لله»، هي جَمعُ تحيَّةٍ، ومعناها: السَّلامُ، أو السَّلامةُ مِن الآفاتِ والنَّقصِ، وقيل: المُلْكُ، وقيل: البَقاءُ، وقيل: العَظَمةُ، وقيل: المرادُ بالتَّحيَّاتِ أنواعُ التَّعظيمِ، والمعنى: أنَّها كلَّها مُستحَقَّةٌ للهِ تعالَى.
وأتت بعد التحيات لأن صلاتنا لا يوجد أجدر بها من الله الواحد الأحد ذي الجلال والإكرام. فهو الواحد الأحد المستحق لها، وهو الواحد الأحد المستحق بأن يصلي له وحده، ويركع له في ذلة وخنوع. فيقول الله تعالى: (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً). والصلوات قصد بها عدة معاني فقصد بها الصلوات الخمس، كذلك فقد فأتت الصلاة بمعنى الدعاء. وتأتي بمعنى الصلوات المفروضة، وتأتي بمعنى الطاعة، وتأتي بمعنى الصلاة على سيدنا محمد. وتأتي بالكثير من المعاني، ثم اتبعها بالطيبات، والمقصود بها كل ما هو طيب من قول أو فعل لله عز وجل. فالله طيب لا يقبل إلا طيباً فقد أمرنا الله بالفعل الطيب، والكلام الطيب، فله يصعد الكلم الطيب، كالثناء، والتمجيد. وكذلك الاستغفار، أما العمل الطيب مثل؛ التصدق، والمعاملة الطيبة، والصوم، والصلاة، والزكاة. فكلها أعمال طيبة لله الواحد القهار، وكل ذلك جعله الله لنا، وأوصانا به. سواء التحيات، أو الصلوات، أو الطيبات، ليدخلنا الجنة، ومهما فعلنا ومهما وصلنا من درجات التقي. فلن ندخل الجنة إلا برحمته. شاهد أيضا: التشهد الصحيح في الصلاة أين وردت التحيات لله والصلوات والطيبات؟ ورد مقطع التحيات لله والصلوات والطيبات في التشهد كالآتي: (التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمداً عبده ورسوله اللهم صل على سيدنا محمد وآل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين أنك حميد مجيد).